نام کتاب : الشفاعة حقيقة إسلامية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 48
لتقربهم على حد زعمهم إلى الله زلفى . وقد تقدم في هذا البحث أن أبا بكر جاء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد وفاته وكشف عن وجهه وسلم عليه وطلب منه الدعاء له عند الله ، كما ورد نفس الأمر عن الإمام علي ( عليه السلام ) . وطلبه ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو الذي قال عنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) [1] يدل بما لا مزيد عليه على صحة الطلب من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى بعد وفاته . وإذا دققنا في الآية القرآنية الشريفة : * ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . . ) * [2] . والآية الشريفة : * ( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون . . . ) * [3] . نجد أنهما واضحتان في الدلالة على الحياة بعد مفارقة الدنيا ، ولكن الإنسان بطبيعته المادية لا يدرك هذه الحياة ولا يلمسها ولا يعرف حقيقتها إلا بعد الموت . ويقول العلامة الطباطبائي في تفسيره لآية * ( ولا تقولوا لمن يقتل . . ) * : فالآية تدل دلالة واضحة على حياة الإنسان البرزخية ، كالآية النظيرة لها وهي قوله تعالى : * ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . . ) * [4] . أما الموتى من المؤمنين من غير الشهداء فإنهم كما عبرت روايات
[1] فتح الملك العلي في إثبات صحة حديث باب مدينة العلم علي ، للسيد أحمد بن الصديق الغماري الشافعي - طبعة حديثة 1995 م . [2] آل عمران 3 : 169 . [3] البقرة 2 : 154 . [4] الميزان في تفسير القرآن ، للطباطبائي 1 : 347 - 348 .
48
نام کتاب : الشفاعة حقيقة إسلامية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 48