نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 66
والثانية : إن رجالات بني أمية كانوا ينهون عن ذلك ويستنكرونه . والثالثة : إنها إشارة مفيدة إلى تاريخ النهي عن الزيارة وجذوره الأولى ، ولعل هذا الخبر الثابت يكشف لنا عن أقدم ما ورد في النهي عن الزيارة وورود القبر الشريف ، وهي ممارسة سياسية ، مارسها هذا الوالي الأموي أيام حكومتهم . يؤكد هذا جواب أبي أيوب الأنصاري لمروان ، وفيه التصريح الواضح بأن بني أمية ليسوا من أهل الدين الامناء عليه ، بل إنما يخشى على الدين منهم ، وهذا الذي يصنعه مروان واحدة فقط من الأحدوثات التي أحدثها وسيحدثها الأمويون في الدين . الفائدة هذه الأخبار ونظائرها لا تمثل أحداثا منفردة في تاريخ الصحابة ، وإنما هي أخبار دونت دون سواها لما وافقها من خصوصية ، ساعدت على انتشارها ، وما هي إلا شواهد على واقع الحال الذي كان يعيشه جيل الصحابة والذي لم نعرف عنه في مصدر واحد ، ولا في حديث واحد - ولو موضوع - نهيا عن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد من الصحابة بعد وفاتهم . وعدم وجود النهي وحده قاطع بالاثبات ، تؤكده هذه الاحداث المروية لما فيها من خصوصيات أفردتها عن العرف السائد . وتؤيده السيرة الثابتة للصحابة والتابعين أنهم إذا أرادوا الخروج من المدينة أتوا قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للوداع ، وإذا دخلوا المدينة ابتدأوا بزيارته والسلام عليه . وهذا أمر ثابت أشهر من أن يحتاج إلى برهان ، ولم ينكره أحد ممن له خلاف في
66
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 66