نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 62
مسرعا ، مباعدا بين خطاه ، حتى وقف على قبره ، فصلى عليه ، ثم اعتنقه وبكى [1] . فقد هب عمر مسرعا لزيارة قبر شخص بعينه ، ثم اعتنقه وبكى ، أما الصلاة المذكورة فالمراد بها الدعاء ، وهو الظاهر ، وقد يراد بها الصلاة على الميت . 4 - بلال يزور قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أيام عمر سأل بلال عمر أن يقره بالشام ، قال : وأخي أبو رويحة الذي آخى بيني وبينه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ففعل ذلك عمر . ثم إن بلالا وهو بالشام رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول له : ما هذه الجفوة يا بلال ! أما آن لك أن تزورني يا بلال ؟ فانتبه حزينا وجلا ، فركب راحلته وقصد المدينة ، فأتى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه . فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام فجعل يضمهما ويقبلهما . فقالا له : نشتهي نسمع أذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان بلال قد ترك الاذان بعد وفاة رسول الله ، فاستجاب لهما ، فعلا سطح المسجد ، فوقف موقفه الذي كان يقف فيه . فلما أن قال : الله أكبر ، الله أكبر ارتجت المدينة . . فلما قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، ازدادت رجتها بأهلها ، فلما أن قال : أشهد أن محمدا رسول الله خرجت حتى العواتق من خدورهن ، وقالوا : أبعث رسول الله ؟ ! فما رئي يوم أكثر باكيا وباكية بالمدينة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك اليوم [2] . ولهذا الخبر إسناد جيد ، نذكره لتشكيك منكري شد الرحال للزيارة فيه ، اتباعا
[1] الرياض النضرة 2 : 330 . [2] أسد الغابة 1 : 307 - 308 ، ترجمة بلال بن رباح ، وأخرجه ابن عساكر في ترجمة بلال أيضا ، وفي ترجمة إبراهيم بن محمد الأنصاري ، انظر : مختصر تاريخ دمشق 4 : 118 و 5 : 265 ، وتهذيب الكمال 4 : 289 / 782 .
62
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 62