نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 29
أحياء وأمواتا ، وأدائها . ولهذا ما لا يخفى من الآثار الايجابية على الفرد والمجتمع . ومن ناحية ثالثة فإن زيارة الأنبياء والأئمة والصالحين تزيد وتعمق أواصر الارتباط بهم ، وتجدد في النفوس روح الاقتداء بهم ، وإحياء آثارهم الجليلة على الانسانية ، وأعمالهم الصالحة ، ومكارم أخلاقهم . . وقد لا ينهض أي عمل آخر بما تنهض به الزيارة من تقوية شعور الزائر بقربه من المزور ، وما يوفره ذلك من مقدمات الاقتداء التام ، وإحياء الذكر على الدوام . ومن ناحية رابعة فإن تعهد أضرحة الأنبياء والصالحين بالزيارة سيضمن الاعتناء بهذه الأضرحة وعمارتها ، وبالإضافة إلى ما يحققه ذلك من ذكرى في القلوب ، فإنه يعد علامة واضحة على حياة الأمة وعمق اتصالها بقادتها الذين بذلوا حياتهم في صناعة مجدها وماضيها ، وهذه من المعالم الحضارية المهمة التي تعنى بها سائر الأمم . هذا غير الثواب الجزيل الذي يعود على الزائر من زيارته التي يرعى فيها السنن والآداب التي وضعها الاسلام لهذه القربة : عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : من مر على المقابر فقرأ قل هو الله أحد إحدى عشر مرة ، ثم وهب أجرها للأموات ، أعطي من الاجر بعدد الأموات [1] . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : من زار قبر أبويه أو أحدهما كل جمعة غفر له [2] . وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن البصري أنه قال : من دخل المقابر ، فقال : اللهم رب هذه الأجساد البالية ، والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك
[1] كنز العمال / 42596 رواه الدارقطني ، إتحاف السادة المتقين 10 : 371 . [2] مجمع الزوائد 3 : 59 ، كنز العمال / 45486 ، 45487 .
29
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 29