نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 149
والخلط والتمويه والتناقض واضح في أكثر من موضع من هذا الكلام ، نبدأ بالكشف عنه قبل تقديم الأدلة على المطلوب . 1 - قد خلط بين التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين التوسل بالجاه ، فالفرق واضح بين قولك : يا محمد ، يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله وبين أن تقول اللهم بحق السائلين عليك أو اللهم بحق محمد صلى الله عليه وآله وسلم فالأول توجه وتوسل به ، والثاني توجه وتوسل بحقه وجاهه ومنزلته ، فهذان نوعان من التوسل بالأنبياء والصالحين يدخلان في هذا القسم ، وقد حمل ابن تيمية الأول على الثاني ، وهو حمل غير صحيح . 2 - خلط هنا كما خلط من قبل بين التوجه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين طلب الدعاء منه ، والفارق واضح ، ولا يخفى أنه صنع هذا تمويها ، ليس إلا ، ولذلك تراه عندما استدل بحديث الاعرابي أتى بفقرة منه وترك قوله الذي قدمناه آنفا : يا رسول الله إنا نستشفع بك على الله هذا القول الذي أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم . 3 - ناقض نفسه في النقل عن العلماء ، ثم لجأ إلى تقسيم الدعاء إلى استسقاء وغيره تمويها على الأذهان لا غير ، لأنه عاد فجمع كل أصناف الدعاء ( ولا استحبوا ذلك في الاستسقاء ولا في الاستنصار ولا في غير ذلك من الأدعية ) . فقد نقل أولا عن العلماء قولهم بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد مماته ، ثم عاد يقول : ولم يذكر أحد من العلماء أنه يشرع التوسل والاستسقاء بالنبي والصالح بعد موته ! ! ونأتي هنا على ما ينقض دعواه هذه بأدلة أقر هو بصحة بعضها ، ولم يذكر البعض الآخر بإثبات أو نفي :
149
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 149