نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 129
وروى البخاري وغيره حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقص على أصحابه قصة الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار ، فتوسلوا بأعمالهم الصالحات ففرج عنهم ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم المطر ، فآووا إلى غار ، فانطبق عليهم ، فقال بعضهم لبعض : إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق ، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه صدق فيه . فقال واحد منهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق [1] من أرز ، فذهب وتركه ، وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته ، فصار من أمره أني اشتريت منه بقرا ، وأنه أتاني يطلب أجره ، فقلت : اعمد إلى تلك البقر فسقها ، فقال لي : إنما لي عندك فرق من أرز ! فقلت له : اعمد إلى تلك البقر ، فإنها من ذلك الفرق . . فساقها . . فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ، ففرج عنا . . . فانساحت عنهم الصخرة . فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم كان لي أبوان شيخان كبيران ، فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي ، فأبطأت عنهما ليلة ، فجئت وقد رقدا ، وأهلي وعيالي يتضاغون [2] من الجوع فكنت لا أسقيهم أوقظهما ، وكرهت أن أدعهما ، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا . . فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء . فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلي ،
[1] الفرق : القسم من الشيء إذا انفصل عنه . [2] أي يتصايحون من الجوع .
129
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 129