نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 59
الفصل الثالث الزيارة في تراث السلف إذا كانت مفردة السلف تتسع لأجيال عديدة ، بل هي لغويا تمتد منذ جيل الآباء صعودا حتى عهد الرسالة ، فإننا نقتصر منها هنا على الطبقات العليا ، وتحديدا حتى منتصف القرن الثالث ، لتشمل عهد الرسالة وعهود الصحابة وأئمة أهل البيت عليهم السلام والتابعين وأئمة الحديث والفقه انتهاء بأئمة المذاهب الأربعة . هذه الطبقات التي عاصرت السنن رواية وتدوينا وأسست للفقه وسائر علوم الدين ، وإليها ينتهي احتجاج المسلمين بطوائفهم كافة ، لنرى كيف كانت زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبور الأولياء والصالحين تمثل جزءا من ثقافة الأمة الأصيلة على امتداد تلك الطبقات . وليس غرضنا فيه الاستقصاء ، بل الاكتفاء بما فيه إثبات المطلوب . وقبر حمزة كان مزارا للصالحين من الصحابة والتابعين . . وقبر الكاظم موسى مقصدا لمن أدرك وفاته وعاش بعده . . وقبر الرضا علي بن موسى كان ملاذا لأهل العلم والصالحين مذ كان القبر . . كل ذلك سنقرأه لاحقا . . ونقرأ أن قبر أبي حنيفة كان ملاذا للشافعي ، يأتيه كل يوم ، داعيا ومستشفعا ومتوسلا . . وأن
59
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 59