responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب نویسنده : الشيخ علي اليزدي الحائري    جلد : 1  صفحه : 29


فمن ذا ينال معرفتنا أو يعرف درجتنا ويشهد كرامتنا أو يدرك منزلتنا ، حارت الألباب والعقول وتاهت الأفهام فيما أقول ، تصاغرت العظماء وتفاخرت العلماء وكلت الشعراء وخرست البلغاء ولكنت الخطباء وعجزت الفصحاء وتواضعت الأرض والسماء عن وصف شأن الأوصياء ، وهل يعرف أو يوصف أو يعلم أو يفهم أو يدرك أو يملك من هو شعاع جلال الكبرياء وشرف الأرض والسماء ؟ جل مقام آل محمد عن وصف الواصفين ونعت الناعتين ، وأنى يقاس بهم أحد من العالمين ، كيف وهم الكلمة العليا والتسمية البيضاء والوحدانية الكبرى التي أعرض عنها من أدبر وتولى وحجاب الله الأعظم الأعلى ، فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول من هذا ؟ ومن ذا عرف أو وصف من وصفت ؟ ظنوا أن ذلك في غير آل محمد ، كذبوا وزلت أقدامهم ، اتخذوا العجل ربا والشياطين حزبا وكل ذلك بغضة لبيت الصفوة ودار العصمة وحسدا لمعدن الرسالة والحكمة ، وزين لهم الشيطان أعمالهم ، فتبا لهم وسحقا ، كيف اختاروا إماما جاهلا عابد الأصنام ، جبانا يوم الزحام ، والإمام يجب أن يكون عالما لا يجهل وشجاعا لا ينكل لا يعلو عليه حسب ولا يدانيه نسب ، فهو في الذروة من قريش والشرف من هاشم والبقية من إبراهيم والمتمتح من النبع الكريم ، والنفس من الرسول والرضا من الله والقول عن الله ، فهو شرف الأشراف والفرع من عبد مناف ، عالم بالسياسة قائم بالرياسة مفترض الطاعة إلى يوم الساعة ، أودع الله قلبه سره وأطلق به لسانه فهو معصوم موفق ليس بجبان ولا جاهل فتركوه يا طارق واتبعوا أهواءهم ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدى من الله ، والإمام يا طارق بشر ملكي وجسد سماوي وأمر إلهي وروح قدسي ومقام علي ونور جلي وسر خفي ، فهو ملكي الذات إلهي الصفات زائد الحسنات عالم بالمغيبات مدحضا من رب العالمين ونصا من الصادق الأمين جبرئيل ، وهذا كله لآل محمد لا يشاركهم فيه مشارك ، لأنهم معدن النزيل ( 1 ) ومعنى التأويل وخاصة الرب الجليل ومهبط الأمين جبرئيل ، صفوة الله وسره وكلمته ، شجرة النبوة ومعدن الصفوة ، عين المقالة ومنتهى الدلالة ومحكم الرسالة ونور الجلالة وجنب الله ووديعته وموضع خلفاء النبي الكريم وأبناء الرؤوف الرحيم وأمناء العلي العظيم ، * ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) * ( 2 ) السنام الأعظم والطريق الأقوم من عرفهم وأخذ عنهم فهو منهم ، وإليه الإشارة


1 - في المصدر : التنزيل . 2 - آل عمران : 34 .

29

نام کتاب : إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب نویسنده : الشيخ علي اليزدي الحائري    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست