نام کتاب : إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب نویسنده : الشيخ علي اليزدي الحائري جلد : 1 صفحه : 27
وجميع الأئمة الأحد عشر بعد النبي قتلوا ، منهم بالسيف وهو أمير المؤمنين والحسين والباقون قتلوا بالسم ، قتل كل واحد منهم طاغية زمانه وجرى ذلك عليهم على الحقيقة والصحة لا كما تقوله الغلاة والمفوضة لعنهم الله ، فإنهم يقولون : إنهم ( عليهم السلام ) لم يقتلوا على الحقيقة وأنه شبه للناس أمرهم ، وكذبوا عليهم غضب الله ، فإنه ما شبه أمر أحد من أنبياء الله وحججه للناس إلا أمر عيسى ابن مريم وحده لأنه رفع من الأرض حيا وقبض روحه بين السماء والأرض ، ثم رفع إلى السماء ورد عليه روحه وذلك قول الله عز وجل * ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ) * ( 1 ) وقال عز وجل حكاية لقول عيسى يوم القيامة * ( وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ) * ( 2 ) . ويقول المتجاوزون للحد في أمر الأئمة : إنه جاز أن يشبه أمر عيسى للناس فلم لا يجوز أن يشبه أمرهم ( عليهم السلام ) أيضا ؟ والذي يجب أن يقال لهم : إن عيسى مولود من غير أب فلم لا يجوز أن يكونوا مولودين من غير آباء ، فإنهم لا يجسرون على إظهار مذهبهم لعنهم الله في ذلك ، ومتى جاز أن يكون جميع أنبياء الله ورسله وحججه بعد آدم ( عليه السلام ) مولودين من الآباء والأمهات وكان عيسى مولودا من غير أب جاز أن يتشبه للناس أمره دون أمر غيره من الأنبياء والحجج ، كما جاز أن يولد من غير أب دونهم وإنما أراد الله عز وجل أن يجعل أمره آية وعلامة ليعلم بذلك أنه على كل شئ قدير ( 3 ) . وفي البحار عن مشارق البرسي عن طارق بن شهاب عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : يا طارق الإمام كلمة الله وحجة الله ووجه الله ونور الله وحجاب الله وآية الله ، يختاره الله ويجعل فيه ما يشاء ويوجب بذلك الطاعة والولاية على جميع خلقه ، فهو وليه في سماواته وأرضه أخذ له بذلك العهد على جميع عباده ، فمن تقدم عليه كفر بالله من فوق عرشه ، فهو يفعل ما يشاء وإذا شاء الله شاء ، ويكتب على عضده * ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) * ( 4 ) فهو الصدق والعدل ، وينصب له عمود من نور من الأرض إلى السماء يرى فيه أعمال العباد ، ويلبس الهيبة وعلم الضمير ويطلع على الغيب ، ويرى ما بين المشرق والمغرب فلا يخفى عليه شئ من عالم الملك والملكوت ، ويعطى منطق الطير عند ولايته فهذا الذي يختاره الله