نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 85
الذي لا يخفى على الناظر ، فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز ، مقصر عن الغاية ، فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ، ووكلت الأخبار عنك إلى علم الناس بك . وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحد مناقبه ، ولا كتمان فضائله ، فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره ، والتحريض عليه ، ووضع المعايب والمثالب له ، ولعنوه على جميع المنابر [1] ، وتوعدوا مادحيه ، بل حبسوهم ، وقتلوهم ، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكرا ، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه ، فما زاده ذلك إلا رفعة وسموا ، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما كتم تضوع نشره ، وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار إن حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة . . . إلخ [2] . لقد اعتاد المحدثون والحفاظ - خاصة القدامى منهم - أنهم إذا رأوا حديثا كثرت طرقه وتوفرت أسانيده وتنوعت وتجمعت لديهم وفرة من الطرق والروايات بألفاظ مختلفة أو متقاربة أفردوه بالجمع والتأليف ، ودونوه في جزء يخصه ، مثل : حديث " رد الشمس " وحديث " الطير " ، ومن ذلك حديث " الغدير " وهو أولاها بذلك وأكثرها إسنادا وطرقا ، وعليه الاتفاق ، بل الإجماع ، فإن من لم يحدث أو من لم ينقل عنه الحديث من الصحابة لا يعني أنه ينكره ،
[1] قال الرهني : لعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه على منابر الشرق والغرب ، ولم يلعن على منابر سجستان إلا مرة ، وأي شرف أعظم من امتناعهم من لعن أخي رسول الله صلى الله عليه وآله على منبرهم ، وهو يلعن على منابر الحرمين - مكة والمدينة - . معجم البلدان : 3 / 191 . [2] شرح ابن أبي الحديد : 1 / 16 .
85
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 85