نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 453
ومن هذه الحوادث والأحاديث وأمثالها نلتمس عدة معالم واضحة لعدة حقائق وظواهر في المجتمع آنذاك كلها كانت تتظافر وتتظاهر ضد أمير المؤمنين عليه السلام ، وكانت تشكل الجو العام الذي يكتنف حجة الوداع ، وما أمر الله رسوله أن يبلغه فيها من أمر عظيم ثقيل على النفوس . ومن الجدير أن نشير إلى بعض تلك الظواهر : 1 - إن العرب بصورة عامة كانوا حديثي عهد بالجاهلية ، وأن الدين كان ثقيلا عليهم ، وكان الكثير منهم قد دخلوا الإسلام كرها واضطرارا لغلبته على الجزيرة وكانت الولاية بصورة خاصة أثقل عليهم من جوانب الدين الأخرى . 2 - إن العرب بصورة عامة وقريش بصورة خاصة كانت تستثقل علي بن أبي طالب عليه السلام ودوره في تثبيت دعائم الإسلام وبسط نفوذه ، وتقوية ظهر الرسول صلى الله عليه وآله والذب عنه . وأن الكثير من القبائل كانت تحقد عليه وتشعر أنها موتورة بأبطالها الذين قتلهم ، وقريش كانت كذلك . 3 - إن العرب بصورة عامة وقريش بصورة خاصة كانت تتضايق في أن يستمر عز بني هاشم وأن تجتمع الخلافة مع النبوة فيهم ، وأن تبقى الإمامة فيهم إلى يوم القيامة . 4 - إن بعض الصحابة كانوا يتوقون ويتطلعون دائما بل ويتحسرون أن يشاركوا الإمام ببعض منزلته وخصائصه وأدواره . ويبدو أن بعضهم كان يعمل من أجل أن تكون له بعض أدوار الإمام ، وربما كان يعمل لأن يقدم بعض المقدمات التي تسهل عليه ادعاءها له أو تجعل من الممكن الالتفاف عليها واحتوائها .
453
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 453