نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 165
يتجاوز عدد رواة حديث الغدير المائة وعشرين ألفا . . . وذلك طبيعي جدا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن المسلمين قد التزموا بقول النبي صلى الله عليه وآله : " ألا فليبلغ الشاهد الغائب " ، ثم إن هذه الوقعة كانت أهم حوادث سفر الحج في تلك السنة . . . ومن الطبيعي جدا أن يكثر نقلها والتحدث بها . . . ولأهميتها الخاصة كانت تثار بين الحين والآخر . . . أي أنها لم تكن كسائر الحوادث العادية يدور حولها الكلام لمدة ثم يطويها النسيان . . . ذات يوم وبعد مرور خمس وعشرين سنة على هذه الحادثة العظيمة - أي في الوقت الذي كان قد توفي فيه كثير من الصحابة ولم يبق منهم إلا قلة - طلب علي عليه السلام في مسجد الكوفة ممن سمع حديث الغدير من النبي صلى الله عليه وآله أن يذكره . . . فنهض من بين الجالسين ثلاثون نفرا ونقلوا الحديث [1] . وقبل هلاك معاوية بسنتين أي سنة ( 58 ه ) أو ( 59 ه ) جمع الإمام الحسين عليه السلام في منى بني هاشم والأنصار وسائر الحجاج ، وقال في جملة ما قال : " أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله نصبه - أي عليا عليه السلام - يوم غدير خم ، فنادى له بالولاية ، وقال : ليبلغ الشاهد