أحب إليك ان افعل ! ؟ قال : نعم . قال : قيل له : قل كذا وكذا فتكلم بأمر ، امر به ، فنظر إلى العظام تكسى لحما وعصبا ، ثم تكلم بأمر أمر به فإذا هم صور يكبرون ويسبحون ويهللون ، فعاشوا ما شاء الله ان يعيشوا " [1] . فلا خلاف في رجعتهم وحياتهم بدعاء حزقيل أم إرميا . فلا مفر من التصديق والالتزام بها إذ عمومية القدرة تقتضي عدم الفرق بين احياء هؤلاء وغيرهم سابقا ولاحقا . تفصيل القصة : ان هؤلاء كانوا سبعين الف بيت وكان يقع فيهم الطاعون كل سنة فيخرج الأغنياء لقوتهم ويبقى الفقراء لضعفهم فيقل الطاعون في الذين يخرجون ويكثر في الذين يقيمون فيقول الذين يقيمون : لو خرجنا لما أصابنا الطاعون ويقول الذين خرجوا : لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم . فاجمعوا على أن يخرجوا جميعا من ديارهم إذا كان وقت الطاعون فخرجوا بأجمعهم فنزلوا على شط بحر فلما وضعوا رحالهم ناداهم الله موتوا فماتوا جميعا فكنستهم المارة عن الطريق ، فبقوا ما شاء الله . ثم مر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له : إرميا . فقال : لو شئت يا رب لأحييتهم فيعمروا بلادك ويلدوا عبادك وعبدوك مع من يعبدك فأوحى الله تعالى إليه : أفتحب ان أحييهم لك ؟ قال : نعم ، فأحياهم الله ، وبعثهم معه ، فهؤلاء ماتوا ورجعوا إلى الدنيا ، ثم ماتوا بآجالهم " [2] .
[1] من عاش بعد الموت ، 77 الرقم ، 51 - تفسير الطبري ، 2 ، 368 - مجمع البيان ، 2 ، 346 - تفسير النيشابوري ، هامش الطبري ، 2 ، 390 - تفسير ابن عباس ، 2 ، 391 - الدر المنثور ، 1 ، 131 . [2] انظر : المحكم والمتشابه ، ص 3 و 57 - الايقاظ من الهجعة 377 بحار الأنوار ، 53 ، 118 - معجم أحاديث الامام المهدى ، 5 ، 47 . - لنجم الدين الطبسي - بالاشتراك - .