أدخلت أنا فيمن دخل ، فلما ذهبنا نصب عليه ، تألم ، فقال : خلت اثنان وبقى أربع ، فأكل غنيهم فقيرهم . . . فاسمعوا وأطيعوا ، ثم خفت ، فإذا اللسان يتحرك ، وإذا الجسد ميت [1] . اذن يمكن العود إلى الدنيا بعد الموت وهو امر واقع وله شواهد من كتب أهل السنة . 4 - العجوز وابنها الذي يسعى عليها : روى ابن أبي الدنيا عن ربيعة بن كلثوم . . . انه كانت عجوز كبيرة صماء عمياء مقعدة ، ليس لها أحد من الناس ألا ابن لها هو الساعي عليها ، فمات فأتيناها ، فناديناها : احتبسي مصيبتك على الله فقالت : وما ذاك ؟ أمات ابني ؟ مولاي أرحم بي ولا يأخذ مني ابني وأنا صماء عمياء مقعدة ليس لي أحد ، مولاي أرحم بي من ذاك . قال : ذهب عقلها ، فانطلقت إلى السوق ، فاشتريت كفنه وجئت وهو قاعد . . . " [2] . أحياة بعد الموت ؟ ! 5 - ابن أبي الدنيا بسنده عن ربعي بن خراش : كنا اخوة ثلاثة وكان أعبدنا وأصومنا و أفضلنا الأوسط منا ، فغبت غيبة إلى السواد [3] ، ثم قدمت على أهلي ، فقالوا : أدرك أخاك فإنه في الموت ، قال : فخرجت أسعى إليه فانتهيت إليه وقد قضى وسجي بثوب ، فقعدت عند رأسه أبكيه ، قال : فرفع يده ، فكشف الثوب عن وجهه وقال : السلام عليكم : قلت : أي أخي أحياة بعد الموت ؟ قال : نعم ، اني لقيت ربي عز وجل فلقيني بروح وريحان ورب غير غضبان وانه كساني ثيابا خضرا من سندس واستبرق واني وجدت الامر أيسر مما تحسبون ثلاثا فاعملوا ولا تفتروا ثلاثا ، اني لقيت رسول الله ، فأقسم أن لا يبرح حتى آتيه ، فعجلوا جهازي ، ثم طفا فكان أسرع من حصاة لو ألقيت في ماء ، قال : فقلت : عجلوا جهاز أخي .
[1] من عاش ، 26 ، الرقم 6 . [2] من عاش ، 21 ، الرقم ، 2 . [3] لعل المراد به ارض العراق .