نام کتاب : الرجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 92
في هذه الدعوى مكابرين ؟ الجواب : قيل لهم : يصح ذلك على مذهب من أجاب بما حكيناه من أصحابنا بأن نقول : إن جميع ما عددتموه لا يمنع من دخول الشبهة عليهم في استحسان الخلاف ، لأن القوم يظنون أنهم إنما بعثوا بعد الموت تكرمة لهم وليلوا الدنيا كما كانوا ، ويظنون أن ما اعتقدوه في العذاب السالف لهم كان غلطا منهم ، وإذا حل بهم العقاب ثانية توهموا قبل مفارقة أرواحهم أجسادهم أن ذلك ليس من طريق الاستحقاق ، وأنه من الله تعالى ، لكنه كما تكون الدول ، وكما حل بالأنبياء . ولأصحاب هذا الجواب أن يقولوا : ليس ما ذكرناه في هذا الباب بأعجب من كفر قوم موسى وعبادتهم العجل ، وقد شاهدوا منه الآيات ، وعاينوا ما حل بفرعون وملئه على الخلاف ، ولا هو بأعجب من إقامة أهل الشرك على خلاف رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهم يعلمون عجزهم عن مثل ما أتى به القرآن ، ويشهدون معجزاته وآياته عليه وآله السلام ، ويجدون مخبرات أخباره على حقائقها من قوله تعالى : * ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) * [1] وقوله : * ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ) * [2] . وقوله : * ( ألم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ) * [3] وما حل بهم من العقاب بسيفه عليه وآله السلام ، وهلاك كل من توعده بالهلاك ، هذا وفيمن أظهر الإيمان به المنافقون ينضافون في خلافه إلى أهل الشرك والضلال .
[1] سورة القمر 54 : 45 . [2] سورة الفتح 48 : 27 . [3] سورة الروم 30 : 1 - 3 .
92
نام کتاب : الرجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 92