responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 91


أجوركم ، ولم ألتكم من أعمالكم شيئا ، وسألني هؤلاء فأعطيتهم وأغنيتهم ، وهو فضلي أوتيه من أشاء ) [1] .
وعلى الرغم من حالة الاقتران بين الدعاء والعمل ، إلا أن الدعاء لا يغني عن العمل ، ولا يصح الاكتفاء بالدعاء عن السعي والمثابرة والجد ، الدعاء مظهر من مظاهر الحاجة الحقة ، وإنما يدعو الإنسان عندما لا يكون مطلوبه ميسورا له أو في متناول يده ، أو يكون عاجزا ضعيفا لا يمتلك القدرة على تحصيله ، أما إذا خوله الله تعالى مفتاح الحاجة فتكاسل عن استعماله ، والتجأ إلى الدعاء دون جد واجتهاد ، فإن دعاءه لا يستجاب ، مثال ذلك المذنب الذي يستغفر الله تعالى ويدعوه التوبة ، ولكنه لا يثابر في تغيير ما في نفسه وتهذيبها باقتلاع عناصر الشر والفساد .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصيته لأبي ذر ( رضي الله عنه ) : ( يا أبا ذر ، مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر ) [2] .
وقال الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : ( الداعي بلا عمل ، كالرامي بلا وتر ) [3] .
ولذلك ورد عن أئمة الهدى ( عليهم السلام ) كثير من الأحاديث التي تخبرنا عن أصناف من الناس لا تستجاب لهم دعوة ، لأنهم استغنوا بالدعاء عن السعي والجد والمثابرة .



[1] عدة الداعي : 42 .
[2] أمالي الطوسي 2 : 147 .
[3] نهج البلاغة ، الحكمة ( 337 ) .

91

نام کتاب : الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست