نام کتاب : الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 77
فيه باب إجابته ) [1] ؟ نقول : إن الدعاء من أقوى الأسباب في تحقيق المطلوب ودفع المكروه ، ولكنه قد يكون ضعيفا في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لكونه مخالفا لسنن التكوين والتشريع ، أو لأن الداعي لم يراع شروط الدعاء ولم يتقيد بآدابه ، أو لوجود الموانع التي تحجب الدعاء عن الصعود : كأكل الحرام ، ورين الذنوب على القلوب ، واستيلاء الشهوة والهوى وحب الدنيا على النفس . فإذا قيل بعدم الاخلال في جميع ذلك ، فيمكن حصر الأسباب المؤدية إلى تأخر الإجابة بما يلي : 1 - إن الداعي قد يرى في دعائه صلاحا ظاهرا ، فيلح بالدعاء والمسألة ، ولكن لو استجيب له ، فإن الاستجابة قد تنطوي على مفسدة له أو لغيره لا يعلمها إلا الله تعالى ، قال تعالى : * ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) * [2] . وفي زبور داود ( عليه السلام ) : يقول الله تعالى : ( يا بن آدم ، تسألني فأمنعك ، لعلمي بما ينفعك ) [3] . وعليه فإن إجابة الدعاء إن كانت مصلحة والمصلحة في تعجيلها ، فإنه تعالى يعجلها ، وإن اقتضت المصلحة تأخيرها إلى وقت معين أجلت ، ويحصل للداعي الأجر والثواب لصبره في هذه المدة .