نام کتاب : الحقوق الاجتماعية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 73
وما يرافق ذلك من مظاهر شاذة كظاهرة أولاد الشوارع ، وتفشي الجريمة والسرقة ، الأمر الذي أدى إلى تمزق النسيج الاجتماعي ، وهو أمر يهدد المجتمع الغربي عموما بعواقب وخيمة . ولقد حذرت مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) من تلك العواقب من قديم الزمان ، يقول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " ألا أخبركم بأكبر الزنا ؟ . . هي امرأة توطئ فراش زوجها ، فتأتي بولد من غيره فتلزمه زوجها ، فتلك التي لا يكلمها الله ولا ينظر إليها يوم القيامة ، ولا يزكيها ، ولها عذاب عظيم " [1] ، وفي هذا الحديث إشارة إلى اختلال واختلاط الأنساب فيصادر الزنا حق الأبناء في الانتساب إلى آبائهم . ويبين الإمام الثامن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) علة تحريم الزنا بقوله : " حرم الزنا لما فيه من الفساد من قتل النفس ، وذهاب الأنساب ، وترك التربية للأطفال ، وفساد المواريث ، وما أشبه ذلك من وجوه الفساد " [2] . ولا يخفى أن هذه الأمور فيها اعتداء صارخ على حق الطفل في الحياة والانتساب والتربية والميراث . ولقد وجه أحد الزنادقة سؤالا إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) لم حرم الله الزنا ؟ فأجابه برحابة صدر وسعة أفق قائلا : " لما فيه من الفساد ، وذهاب المواريث ، وانقطاع الأنساب ، لا تعلم المرأة في الزنا من أحبلها ، ولا المولود يعلم من أبوه . . " [3] . ولقد أصاب الإمام ( عليه السلام ) بذلك كبد الحقيقة ، من أن الزنا يصادر حق