نام کتاب : الحقوق الاجتماعية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 34
أعظمهم عند الله شأنا " [1] . ثالثا : حق الجليس : إن للجلوس آدابا وأحكاما ، وللجليس حقوق وعليه التزامات . ولما كان الإنسان يتأثر بجليسه سلبا أو إيجابا ، ويكتسب من أخلاقه ، ويكون وسطا ناقلا لآراءه ، اهتم الإسلام بموضوع الجليس ، فقد روي عن الإمام علي ( عليه السلام ) معتبرا : " جليس الخير نعمة ، وجليس الشر نقمة " [2] . وعلى العموم توصي مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) بمجالسة العلماء ، ومزاحمتهم بالركب ، ومجالسة الحلماء لكي يزداد الإنسان حلما ، ومجالسة الأبرار الذين إذا فعلت خيرا حمدوك ، وإن أخطأت لم يعنفوك ، وكذلك مجالسة الحكماء ، لما فيها من حياة للعقول ، وشفاء للنفوس . وأيضا مجالسة الفقراء ، لكي يزداد الإنسان شكرا . كما نجد نهيا عن مجالسة الأغنياء الذين أطغاهم الغنى فأصبحوا أمواتا وهم أحياء ، ونهيا عن مجالسة الجهلاء ، وأهل البدع والأهواء ، وضرورة الفرار منهم كما يفر من المجذوم . ومن الطبيعي أن للجليس الصالح حقوقا ، يغلب عليها الطابع المعنوي ، وهي عبارة عن آداب العشرة الحسنة معه ، أدرجها الإمام السجاد ( عليه السلام ) في رسالة الحقوق وهي : " وحق جليسك أن تلين له جانبك ، وتنصفه في مجاراة اللفظ ، ولا تقوم من مجلسك إلا بإذنه ، ومن تجلس إليه يجوز له القيام عنك بغير إذنك ، وتنس زلاته ، وتحفظ خيراته ،