نبض القلب وإشراقة الروح أقصد بنبض القلب : التفاعل الإنساني العقلي والعاطفي مع الحقائق التي تهز العقل والقلب ، الحيَّيْن الحَيَويَّيْن . وبإشراقة الروح : تلك الإنارة التي ينعم الله بها على الإنسان فتضئ له الأمر ، فيراه على واقعه ، أو قريباً من واقعه . وهما أمران يتوقفان على عدة عوامل تكوينية وسلوكية يتفاوت فيها الناس كثيراً ، وتختلف تبعاً لها إشراقة أرواحهم ، ونبض قلوبهم ! فبعض الناس تراه قطعة عاطفة ، ينفعل من رمشة العين ، ويطير كالريشة في الهواء الذاري ! تراه انفعالياً لا يعرف التعقل ، وكأنه لم يطرق سمعه أن الإنسان له عقل يفكر فيه ويصل به إلى نتائج نظرية وعملية مهمة ! وبعض الناس تراه كأنه عقلٌ رياضي محض ، كل شئ عنده معادلة جافة إما معادلة حسابية مالية ، أو معادلة أحداث وقعت أو سوف تقع ، ثم لا شئ غير ذلك ! لا قلبٌ ينبض ، ولا عاطفةٌ تجيش ! تراه يواجه حدثاً تهتز له أحجار المقابر فلا يرفُّ له جفنٌ ، ولا يخفق له شعور ، فكأنه في حياته لم يبتسم ولا سمع بمن يضحك ويبكي ويغضب ! وبين هذين النموذجين درجات كثيرة . . . وتكامل الشخصية وتميزها ، إنما يكون بما يحققه صاحبها فيها من تعادل قوى العقل والعاطفة ، وما يكسبه من استشراف الروح وإشراقتها . وإذا نظرنا إلى شخصية الشيخ الوحيد الخراساني بهذا الميزان ، يبدو لنا أنها أقرب إلى شخصيات أصحاب المعادلات الرياضية ، الذين لا يعجبهم العجب ،