قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابي وإخواني الذين لم يأتوا بعد ! فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال : أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ، ألا يعرف خيله ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء ، وأنا فرطهم على الحوض . ألا لَيُذادنَّ رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال ! أناديهم ألا هلمَّ فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك فأقول : سحقاً سحقاً ! ( صحيح مسلم : 1 / 150 ، وراجع المحاسن للبرقي : 1 / 173 ) . ( 2 ) هكذا فاعرفوا صاحب الزمان ، وهكذا عرِّفوه للناس ! وهذا شهر رمضان قد أقبل إليكم ، شهر الله تعالى ، وشهر القرآن : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ . شهر إمام الزمان عليه السلام الذي تنزل عليه ملائكة ليلة القدر : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ . . تعبير محلّى ب ( أل ) للدلالة على جنس الملك والملكوت . وتتنزل معها الروح ، التي هي في كفة وجميع الملائكة في كفة ! نعم ، تتنزل بكل أمر على ولي الأمر ! لا تصرفوا أوقاتكم في هذا الشهر بما لا طائل فيه ، إصرفوها فقط في ذكر الله تعالى ، لأن الشهر شهر الله ، وفي القرآن ، لأن الشهر شهر القرآن ، والقسم الثالث لإمام الزمان عليه السلام ، فاعملوا في هذا الشهر لكي تدوَّنَ أسماؤكم في سجله عليه السلام . اتركوا خدمة زيد وعمرو ! فهل تجعلون أنفسكم خدماً لمن ينسى نفسه وشخصيته ويفقد توازنه عند أقل قدرة يملكها ؟ !