عن أصحابه والمؤمنين في زمنه ! فلماذا قال : بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل ، وأدفع الآصار والأغلال ، ولم يقل ( به ) ؟ كأنه تعالى يقول إن وجود وليي المهدي أعلى من أن أقول به أدفع الفتن والزلازل ، فهذه أدفعها بخدامه وأصحابه ! وهو محورهم وسيدهم والقدرات التي أعطيناه إياها أعظم من ذلك ! إن ما أنقله عن المرحوم السيد جمال الدين الخونساري المعروف بصاحب روضات الجنات ، وهو من أكابر علمائنا قدس سره يوضح المطلب ، فقد أوصى أن يعد له قبر خارج أصفهان ، مع أن في المدينة مقبرة تاريخية يرغب المؤمنون أن يدفنوا فيها ، لأنها مليئة بالعلماء والصالحين ، ولما سألوه عن السبب سكت ، فألحوا عليه حتى قال لهم : كان لي صديق تاجر أثق بصدقه وتدينه وقد أصر عليَّ أن أكون وصيه فقبلت رغم أني لا أقبل الوصية عن أحد ، ونقل لي رحمه الله هذه القصة : قال : ذهبت إلى حج بيت الله الحرام عن طريق العراق حتى أفوز بزيارة الأئمة عليهم السلام في ذهابي ورجوعي ، وعندما وصلت إلى النجف كان عندي رسالة بحوالة فأردت أن أستلمها يوم حركة القافلة ، فتأخرت إلى المغرب ، وجئت لألتحق بالقافلة فوجدتها قد خرجت وأقفلوا باب سور النجف ، فبتُّ في تلك الليلة داخل السور ، وخرجت أول الصبح مسرعاً لألتحق بالقافلة ، ولكني كلما مشيت في الصحراء لم أجدها ! فرجعت إلى النجف متحيراً فوجدت باب السور قد أغلق أيضاً ، فبتُّ خارج السور ! وفي وسط الليل رأيت فجأة شخصاً درويشاً عليه ثياب رثة ، قال لي : أنت البارحة تخلفت عن القافلة ، فلماذا تركت صلاة الليل ؟ ! إنهض وتعالى معي ! فخطوت معه أقداماً فرأيت شخصاً جليلاً فنظر إلينا وقال للدرويش : خذه إلى