جوانحك من أسرار الله تعالى ؟ أيها الكتاب المستور ، يا صاحب الدين المأثور ! ( سلام الله وتحياته وصلواته على مولاي صاحب الزمان ، صاحب الضياء والنور والدين المأثور ، واللواء المشهور ، والكتاب المنشور ، وصاحب الدهور والعصور ) ( 5 ) أنت الكتاب المسطور فِي رَق مَنشُور ، والنور على النور ، وحامل سر الله المستور في قلبك الطاهر ، المستسر عن قلوب الجميع ! إقرؤوا هذه الأدعية والزيارات لتعرفوا سعة سلطان الله الذي أعطاه لوليه وحجته صاحب الزمان أرواحنا له الفداء ، في أحدها : ( السلام عليك يا حجة على من في الأرض والسماء ) ! ( تقدم من البحار : 99 / 116 ) وفي أحدها : ( أشهد أنك الحجة على من مضى وعلى من بقي ) ! ( تقدم بكامله من المزار للشهيد الأول رحمه الله ص 203 ) ولا يتسع الوقت لشرح معنى كونه عليه السلام حجة على من مضى ومن بقي ! إن الإمام المهدي وجه الله تعالى ، لكن أي وجه لله هو عليه السلام ؟ نقرأ في دعاء الندبة : أين وجه الله الذي يتوجه اليه الأولياء ، ولفهم هذه الكلمة العميقة ينبغي أن نعرف هؤلاء الأولياء الذين يتوسلون إلى الله تعالى بوجهه الذي هو الإمام المهدي عليه السلام فلنقرأ من صفتهم في القرآن : أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . ( سورة يونس : 62 - 64 ) ، فلا بد أن يبلغوا هذه الدرجة العالية حتى يكونوا أهلاً لشرف التوسل إلى الله بحجته الإمام المهدي عليه السلام ! روحي وأرواح العالمين لك الفداء من جوهرة مخزونة بالأسرار . . طالما جهلناك وانشغلنا بغيرك عنك ، وابتعدنا بأفكارنا عنك ! وسنبقى بعيدين ما لم تعطف علينا بنظرة ، كما عطفت على ذلك الرجل الحلي ، فعَمَرَ الله قلبه بحبكم أهل البيت ، فهل تكون قلوبنا كقلبه ونفوز منك بنظرة تكون إكسيراً لقلوبنا !