قال عليه السلام : وما أنكرت من البداء يا سليمان ، والله عز وجل يقول : أَوَلا يَذْكُرُ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً . ( سورة مريم : 67 ) ويقول عز وجل : وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ( سورة الروم : 27 ) ويقول : بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ( سورة البقرة : 117 ) ويقول عز وجل : يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ( سورة فاطر : 1 ) ويقول : وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ ( سورة السجدة : 7 ) ويقول : ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ( سورة الأنعام : 2 ) ويقول عز وجل : وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ( سورة التوبة : 106 ) . ويقول عز وجل : وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ ( سورة فاطر : 11 ) قال سليمان : هل رويت فيه من آبائك شيئاً ؟ قال : نعم رويت عن أبي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : إن لله عز وجل علمين علماً مخزوناً مكنوناً لا يعلمه إلا هو ، من ذلك يكون البداء ، وعلماً علمه ملائكته ورسله ، فالعلماء من أهل بيت نبينا صلى الله عليه وآله يعلمونه . قال سليمان : أحب أن تنزعه لي من كتاب الله عز وجل قال : قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله : فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ ( سورة الذريات : 54 ) أراد هلاكهم ثم بدا لله تعالى فقال : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ( سورة الذريات : 55 ) قال سليمان : زدني جعلت فداك . قال الرضا عليه السلام : لقد أخبرني أبي عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه أن أخبر فلاناً الملك أني متوفيه إلى كذا وكذا ، فأتاه ذلك النبي فأخبره فدعا إلى الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير ، وقال : يا رب أجلني حتى يشب طفلي وأقضي أمري ، فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي أن أئت فلاناً الملك فأعلمه أني قد أنسأت في أجله وزدت في عمره إلى خمس عشرة سنة . فقال ذلك النبي عليه السلام : يا رب إنك لتعلم أني لم أكذب قط . فأوحى الله عز وجل إليه : إنما أنت عبد مأمور فأبلغه ذلك . والله لا يسأل عما يفعل . ثم التفت إلى سليمان فقال : أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب قال : أعوذ بالله من ذلك ، وما قالت اليهود ؟ قال عليه السلام : قالت اليهود : يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ ( سورة المائدة : 64 ) يعنون أن الله تعالى قد فرغ من الأمر فليس يحدث شيئاً . فقال الله عز وجل : غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ولقد سمعت