فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرناً فقرناً ، حتى ورثها الله تعالى النبي صلى الله عليه وآله فقال جل وتعالى : إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِين . َ ( سورة آل عمران : 68 ) فكانت له خاصة فقلدها صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله ، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله تعالى : وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالأَيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ ( سورة الروم : 56 ) فهي في ولد علي عليه السلام خاصة إلى يوم القيامة ، إذ لا نبيَّ بعد محمد صلى الله عليه وآله ، فمن أين يختار هؤلاء الجهال ؟ ! إن الإمامة هي منزلة الأنبياء ، وإرث الأوصياء . إن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول صلى الله عليه وآله ومقام أمير المؤمنين ، وميراث الحسن والحسين عليهم السلام . إن الإمامة زمام الدين ، ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين . إن الإمامة أسُّ الاسلام النامي ، وفرعه السامي . بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد ، وتوفير الفئ والصدقات ، وإمضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف . الإمام يحل حلال الله ، ويحرم حرام الله ، ويقيم حدود الله ، ويذب عن دين الله ، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، والحجة البالغة . الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم ، وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار . الإمام البدر المنير ، والسراج الزاهر ، والنور الساطع ، والنجم الهادي في غياهب الدجى ، وأجواز البلدان والقفار ، ولجج البحار . الإمام الماء العذب على الظمأ ، والدال على الهدى ، والمنجي من الردى . الإمام النار على اليفاع ، الحار لمن اصطلى به ، والدليل في المهالك ، من فارقه فهالك ، الإمام السحاب الماطر ، والغيث الهاطل ، والشمس المضيئة ، والسماء الظليلة ، والأرض البسيطة ، والعين الغزيرة ، والغدير والروضة . الإمام الأنيس الرفيق ، والوالد الشفيق ، والأخ الشقيق ، والأم البرة بالولد الصغير ، ومفزع العباد في الداهية النآد .