وفي الكافي : 8 / 216 : عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( لما حفر رسول الله صلى الله عليه وآله الخندق مروا بكدية ( وصلوا إلى صخرة صلبة ) ، فتناول رسول الله صلى الله عليه وآله المعول من يد أمير المؤمنين عليه السلام فضرب بها ضربة فتفرقت بثلاث فرق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لقد فتح عليَّ في ضربتي هذه كنوز كسرى وقيصر ، فقال أحدهما لصاحبه : يعدنا بكنوز كسرى وقيصر وما يقدر أحدنا أن يخرج يتخلى ) ! ونسب ابن هشام في سيرته : 2 / 365 و : 3 / 706 ، هذا القول إلى مُعتَّب بن قشير الأنصاري . والمهم إثبات أن الوعد الإلهي بالفتوحات كان معروفاً للجميع ، وأن الأمة كانت متحفزة لذلك ، ومعتقدة أن فتح بلاد فارس والروم وعدٌ من الله الذي لا يخلف الميعاده ، وأن أي حاكم يتولى السلطة بعد النبي صلى الله عليه وآله كان محكوماً لهذه العقيدة ، مجبوراً على أن يوجه الأمة وجهتها النبوية . 2 - أن خلافة أبي بكر كانت نحو سنتين ، ولم يكن فيها إلا مقدمات الفتوحات ، أما في خلافة عمر فكان علي عليه السلام هو المدبر الحقيقي للفتوحات ، وكان تلاميذه الفرسان عمدة قادتها الميدانيين ، مثل عمار بن ياسر ، وحذيفة بن اليمان ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، والمقداد بن عمرو ، وحجر بن عدي ، ومالك الأشتر ، وهاشم المرقال ، وعبادة بن الصامت ، وخالد بن سعيد بن العاص وإخوته أبان وعمرو ، وبريدة الأسلمي ، وبلال بن رباح ، وعبد الله بن خليفة البجلي ، وعدي بن حاتم الطائي ، وبديل بن ورقاء الخزاعي والنعمان بن مقرن . . وغيرهم من الفرسان الذين كانوا من شيعة علي عليه السلام ، والذين قامت على أكتافهم حروب الفتوحات . ويكفي أن نعرف أن المسلمين هزموا في أول معركة لهم مع الفرس قرب