نستعين ) في صلاته فخر مغشياً عليه ! فسئل عن ذلك فقال : ( ما زلت أردد الآية حتى سمعتها من المتكلم بها ) . ( البحار : 89 / 107 ) إن هذا استغراقٌ في عالم الأنوار فوق تعقل البشر ، بل وفوق تصورهم ! واسمعوا إلى هذه الشهادة من أبي جعفر المنصور : ( قال جعفر بن محمد الأشعث لابن أبي عمير : أتدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر ومعرفتنا به ، وما كان عندنا فيه ذكر ولا معرفة شئ مما عند الناس ؟ قال قلت : ما ذاك ؟ قال : إن أبا جعفر يعني أبا الدوانيق قال لأبي محمد الأشعث : يا محمد إبغ لي رجلاً له عقل يؤدي عني . فقال له : إنس قد أصبته لك ، هذا فلان بن مهاجر خالي ، قال فأتني به . قال فأتيته بخالي فقال له أبو جعفر : يا بن مهاجر خذ هذا المال ، فأعطاه ألوف دنانير أو ما شاء الله من ذلك ، وائت المدينة ، واْلقَ عبد الله بن الحسن وعدة من أهل بيته فيهم جعفر بن محمد فقل لهم إني رجل غريب من أهل خراسان ، وبها شيعة من شيعتكم وجهوا إليكم بهذا المال ، فادفع إلى كل واحد منهم على هذا الشرط كذا وكذا ، فإذا قبضوا المال فقل إني رسول وأحب أن يكون معي خطوطكم بقبضكم ما قبضتم مني ! قال فأخذ المال وأتى المدينة ، ثم رجع إلى أبي جعفر ، وكان محمد بن الأشعث عنده ، فقال أبو جعفر : ما وراءك ؟ قال : أتيت القوم وفعلت ما أمرتني به ، وهذه خطوطهم بقبضهم ، خلا جعفر بن محمد فإني أتيته وهو يصلي في مسجد الرسول ( ص ) فجلست خلفه وقلت ينصرف فأذكر له ما ذكرت لأصحابه ، فعجل وانصرف ، ثم التفت إلي فقال : يا هذا اتق الله ولا تغُرَّنَّ أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وقل لصاحبك اتقِ الله ولا تغرن أهل بيت محمد فإنهم قريبوا العهد بدولة بني مروان ، وكلهم محتاج ! قال فقلت : وماذا أصلحك الله ؟ !