وعشرين ذراعاً عند رأسه ، وخمسة وعشرين ذراعاً من ناحية رجليه ، وخمسة وعشرين ذراعاً من خلفه . وموضع قبره من يوم دفن روضة من رياض الجنة ، ومنه معراج يعرج منه بأعمال زواره إلى السماء ، وليس من ملك ولا نبي في السماوات إلا وهم يسألون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين ففوجٌ ينزل وفوجٌ يعرج ) ( الكافي : 4 / 588 ، وكامل الزيارات ص 457 ) ولا يتسع المجال لشرح هذا الحديث الشريف ، فنكتفي بالإشارة إلى فقرته الأخيرة : وليس من ملك ولا نبي في السماوات إلا وهم يسألون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين ، ففوجٌ ينزل وفوجٌ يعرج ! فقد استعمل عليه السلام صيغة النفي والاستثناء ، في النص على التعميم ! وهذا يعني أن جبرئيل ناموس الوحي ، وميكائيل ناموس الرزق ، وإسرافيل ناموس النفخ ، وعزرائيل ناموس القبض ، والكروبيين ، وحملة العرش ، وسكان البيت المعمور ، وحفظة الكرسي ، وجميع ملائكة الله في أرجاء الكون ، بدون استثناء . . يستأذنون الله في زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام ! ولا نبي . . من آدم عليه السلام بعلمه للأسماء ، ونوح عليه السلام صاحب مقام العبد الشكور ، وإبراهيم عليه السلام صاحب رتبة خليل الله ، وموسى عليه السلام صاحب مقام كليم الله ، وعيسى عليه السلام صاحب منصب روح الله . . كلهم يطلبون في باب الله سائلين ، أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين عليه السلام ! هذه ثمرة عمل الإمام الحسين عليه السلام ! إن عملاً هذا جذره ودافعه ، وهذه طبيعته ، وتلك ثمرته ! واجبكم تجاهه أن تعرفوه ، وتعرِّفوه للناس كما هو على حقيقته . إن الجهاز الحاكم لهذا البلد ، أولئك الذين يتكئون على كرسي النيابة ، أو يجلسون على كرسي الوزارة ، أو يقعدون في منصب الرئاسة . . إنما وصلوا إلى مناصبهم ببركة تاسوعاء وعاشوراء ! ومقتضى شكر المنعم عندما تتقارن