الشيطان ، فصلِّ عليه يا ابن عمران ، فإني أصلي عليه وملائكتي . . . إلى آخر ما جاء في هذا العهد وهو طويل ) . عهد الله تعالى إلى نبيه عيسى عليه السلام في الكافي : 8 / 131 : ( عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط عنهم عليهم السلام قال : فيما وعظ الله عز وجل به عيسى عليه السلام : يا عيسى أنا ربك ورب آبائك ، اسمي واحد ، وأنا الأحد المتفرد بخلق كل شئ ، وكل شئ من صنعي ، وكل إلي راجعون . يا عيسى : أنت المسيح بأمري ، وأنت تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ، وأنت تحيي الموتى بكلامي ، فكن إليَّ راغباً ، ومني راهباً ، ولن تجد مني ملجأ إلا إليَّ . يا عيسى : أوصيك وصية المتحنن عليك بالرحمة حتى حقت لك مني الولاية بتحرِّيك مني المسرة ، فبوركت كبيراً ، وبوركت صغيراً حيثما كنت ، إشهد أنك عبدي ابن أمتي ، أنزلني من نفسك كهمِّك ، واجعل ذكري لمعادك ، وتقرب إليَّ بالنوافل ، وتوكل عليَّ أكفِكْ ، ولا توكَّل على غيري فأخذلك . يا عيسى : إصبر على البلاء ، وارض بالقضاء ، وكن كمسرتي فيك ، فإن مسرتي أن أطاع فلا أعصى . يا عيسى : أحي ذكري بلسانك ، وليكن ودي في قلبك . يا عيسى : تيقظ في ساعات الغفلة ، واحكم لي لطيف الحكمة . يا عيسى : كن راغباً راهباً ، وأمت قلبك بالخشية . يا عيسى : راع الليل لتحري مسرتي ، واظمأ نهارك ليوم حاجتك عندي . يا عيسى : نافس في الخير جهدك ، تعرف بالخير حيثما توجهت . يا عيسى : أحكم في عبادي بنصحي ، وقم فيهم بعدلي ، فقد أنزلت عليك شفاءا لما في الصدور من مرض الشيطان . يا عيسى : لا تكن جليساً لكل مفتون . يا عيسى : حقا أقول : ما آمنت بي خليقة إلا خشعت لي ، ولا خشعت لي إلا رجت ثوابي ، فاشهد أنها آمنة من عقابي ، ما لم تبدل أو تغير سنتي . . . يا عيسى : إني لم أرض بالدنيا ثواباً لمن كان قبلك ، ولا عقاباً لمن انتقمت منه . يا عيسى : إنك تفنى وأنا أبقى ، ومني رزقك ، وعندي ميقات أجلك ، وإليَّ إيابك ، وعليَّ حسابك ، فسلني ولا تسأل غيري ، فيحسن منك الدعاء ومني الإجابة .