إن ما يجب أن يكون مستندكم ومنبع كلامكم مع الناس ، أنتم الذين قضيتم عمراً في الدرس والبحث ، هو القرآن والسنة فقط ! ماذا قال الله تعالى ؟ وماذا أوضح النبي وأهل بيته المعصومون صلى الله عليه وآله ؟ كونوا علماء بعلم هؤلاء صلوات الله عليهم ، فإن كنتم كذلك وهديتم في عاشوراء شخصاً واحداً وأرشدتموه وعلمتموه من علمهم وفقههم الأصيل ، التي هي شريعة الله سبحانه ، عندئذ يكون الأجر والجزاء : كان معنا في الرفيق الأعلى ! ! كان معنا . . لا يتصور مقام أعلى من هذا المقام ! فاعرفوا مقامكم ، واعرفوا مع من تتعاملون ، وإلى من تتركون أولادكم ونساءكم عندما تذهبون إلى منطقة فيها جهال بالعقيدة والشريعة ، فترشدون ولو يتيماً واحداً من أيتام آل محمد إلى معرفة مقامهم وعلومهم وشريعتهم . مقامكم معهم ، ومقام المعية للنبي وآله الطاهرين لا يتصور أعلى منه ! ولم يكتف الحديث بإضافة المعية ، فأضاف إليها إضافة الظرفية ! أما إضافة المعية فهي الرجوع إليهم عند الله تعالى : يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ إرْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي . ( سورة الفجر : 27 - 30 ) . وأما الإضافة الظرفية فهي : كان معنا في الرفيق الأعلى ، ولنترك بحثه إلى وقت آخر . المهم الآن أن نفهم عاشوراء ما هي ؟ ويوم من هي ؟ هنا يتحير أهل العقول ! يوجد حديث يعرف قيمته أهل الخبرة بالحديث وأهل الفهم للأحاديث ، ويفهمون أنه إكسير لا مثيل له ، رواه الكليني أعلى الله مقامه في الكافي ، والصدوق أعلى الله مقامه في كمال الدين ، وبقية المشايخ من كبار المحدثين والفقهاء ، وهو معروف باسم ( حديث اللوح ) هذا الحديث جاء به جبرئيل عليه السلام