فقد وصف النبي صلى الله عليه وآله يتم من انقطع عن الوصول إلى إمامه بأنه : أشد اليتم ، لأن اليتم تارة يكون يتماً جسمانياً ، وتارة يتماً روحانياً . وهذا من باطن كلامه صلى الله عليه وآله . والآن في هذا البلد يوجد أناس محرومون من تعلم مسائل الدين الابتدائية البسيطة ، وهم يجهلون مسائل الحلال والحرام ، وعقائدهم متزلزلة ، وقد تسلح ذئاب النواصب بكل قواهم لصيدهم ! ولا حاجة لبيان هذا الخطر . في مثل هذه الظروف يجب على كل من يستطيع أن يقوم بحفظ أيتام آل محمد ويتكفلهم . وبما أننا في أيام عاشوراء ، أكتفي بهذا الحديث عن أبي عبد الله الحسين عليه السلام قال : من كفل لنا يتيماً قطعته عنا محنتنا باستتارنا ، فواساه من علومنا التي سقطت إليه ، حتى أرشده وهداه . . . وفي نسخة : قطعته عنا محبتنا ، ولكن الأظهر : قطعته عنا محنتنا باستتارنا ، فتنطبق الرواية على عصرنا ، عصر الامتحان بالغيبة والإستتار ، وبذلك يتضح واجبنا في كفالة أيتام شيعة آل محمد في هذا العصر والامتحان . وقد بين الإمام عليه السلام في الجملة الثانية كيف يتكفل أمثالكم اليتيم ، فقال : فواساه من علومنا التي سقطت إليه ، حتى أرشده وهداه ، فبين لكم ماذا يجب أن تقدموه في خطابتكم من الثمار المتساقطة عليكم من شجرة أهل البيت الطيبة شجرة الوحي والنبوة . إن برنامجكم في التبليغ لا يحتاج إلى شرح وتوضيح ، فأنتم والحمد لله يكفيكم الإلفات والتذكير ، فاكفلوا اليتامى كما أمركم عليه السلام ، ولا تقرؤوا عليهم كلام زيد أو عمر ، بل كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله ، إقرؤوا لهم ما قاله جعفر بن محمد ومحمد بن علي صلوات الله عليهما ، من ثمار تلك الشجرة الطيبة التي : أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا . ( سورة إبراهيم : 24 - 25 )