فتركوا جنازة النبي صلى الله عليه وآله مسجاة بيد أهل بيته ، وائتمروا بسرِّية وعجلة وأعلنوا تشكيل حكومة باسم النبي والإسلام ، وعزلوا أهل بيته ! ثم سرعان ما ظهر هدف ترتيباتهم السياسية فأوصلت قيادة الأمة الإسلامية إلى يد عثمان بن عفان الأموي ، ثم إلى معاوية ويزيد ، اللذين عملا بكل قدرتهما لتحقيق فكرة أبي سفيان بضرورة زوال اسم النبي صلى الله عليه وآله عن المآذن ! لقد ظهر أن هدف السقيفة أن يجلس على كرسي النبي صلى الله عليه وآله شخص مثل يزيد الذي شهد أئمتهم أنه كان لا يصلي ، ويشرب الخمر وينكح البنات والأخوات والأمهات ، فيرسل جيشاً إلى المدينة بقيادة شخص مثله ، ويأمره أن يرتكب فيها مجزرة ، فيقتل ثلاثة آلاف من أهلها وفيهم بقية الصحابة ، ويبيحها لجيشه للنهب والعدوان ثلاثة أيام ، وتدخل خيولهم مسجد النبي صلى الله عليه وآله ويرتكب جنوده القتل والسرقة والزنا قرب قبر النبي صلى الله عليه وآله ! ( 3 ) كانت هذه الأعمال مدروسة بجدية ، من أجل محو الإسلام ! يعني محو ذكر كل الأنبياء عليهم السلام ، ثم محو كل جهود أمير المؤمنين عليه السلام لإحياء الإسلام وإعادة العهد النبوي ! إن الحسين عليه السلام أحيا الدين كله من آدم إلى النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وأحيا علياً عليه السلام إلى آخر الدهر ! فهذه هي نتائج عمله صلوات الله عليه ! في كامل الزيارات ص 222 : ( حدثني محمد بن عبد الله الحميري ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن الأشعث ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول : قبر الحسين بن علي عشرون ذراعاً في عشرين ذراعاً مكسراً ، روضة من رياض الجنة ، وفيه معراج الملائكة إلى السماء ، وليس من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا وهو يسأل الله