العلمية وبيوت علماء الشيعة والسنة ومراكزهم ، إلى خلية عمل لنشر البيانات والكتب ، وعقد المجالس لإدانة الشيوعيين وتأييد الإسلام وعلمائه . وفي أيام الشعور بالنصر على موجة الإلحاد ، انفتح سوق العمل الحركي والإصلاحي على مصراعيه ، وبدأ التداول في النجف وبغداد وكربلاء وغيرها بين علماء ومثقفين ، في مشاريع العمل الإسلامي . لم يكن يوجد عند الشيعة إلا تنظيم إيراني ( فدائيان خلق ) وهو تنظيم فدائي يتبنى العنف والإغتيال للتوصل إلى إقامة نظام إسلامي ، ولم يكن معروفاً في البلاد العربية ، إلا في بعض الأوساط المتصلة بالإيرانيين كالنجف . وكان يوجد تنظيم آخر نشأ في النجف ، اسمه ( الشباب المسلم ) وكان تنظيماً سرياً بقيادة المرحوم الشيخ عز الدين الجزائري ، وهو شبيه بتنظيم الشباب المسلم الذي نشأ قبل سنوات في سوريا ، بعد أن ضرب جمال عبد الناصر تنظيم الإخوان المسلمين في مصر ، وحظر فروعه في سوريا وغيرها . وكان عند السنة في العراق تنظيم الإخوان المسلمين ، وكان تنظيماً قوياً خاصة في الموصل وبغداد . وقد نافسه تنظيم حزب التحرير ، وكان بعض الشيعة في هذين التنظيمين ، فخرجوا منهما وشاركوا في أطروحات العمل الإسلامي ، والمداولات التي استمرت شهوراً حولها . واستقرت مداولات المتشاورين والمنظِّرين على تأسيس عدة حركات ، أهمها الدعوة الإسلامية ، كمشروع لإقامة الدولة الإسلامية العالمية ، وكان بعض مؤسسيها متأثرين بأفكار التنظيمات التي كانوا فيها أو أعجبوا بها ، وقد أخذوا موقعاً قيادياً في الدعوة فكانوا أصحاب التأثير في أفكارها وقرارها .