كما كان يرسل مطالبه المشابهة إلى عبد السلام عارف وأخيه عبد الرحمن عارف ، ثم إلى البعثيين . أما اصطدامه في آخر حياته قدس سره مع البعثيين فكانت له عوامل أجبرته على تجاوز الخط الإصلاحي المطلبي الذي يؤمن به . وللحديث عنها مجال آخر . 3 - المرجعية الموضوعية : وهي مشروع طرحه أستاذنا الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره ، مقابل النوعين الأولين من المرجعية ، على أساس أنهما مرجعية ذاتية تتمحور حول شخص المرجع ومعتمديه من أولاده ووكلائه ، وتموت مشاريعها بموته . وسمهاها أيضاً المرجعية الرشيدة ، في مقابل المرجعة غير الرشيدة ، ويسميها بعضهم المرجعية المؤسساتية ، في مقابل المرجعية غير المنظمة ! وقد بقي هذا المشروع في ذهنه قدس سره ولم يشهد التطبيق ! وقد تبنت مشروعها حركة الدعوة الإسلامية في الستينات ، وكتب الأستاذ محمد عبد الساعدي تصوراً للمرجعية ومجلس الفقهاء ونشره في كتاب ، وخلاصته أن تكون المرجعية مؤسسة مجلس فقهاء شبيهة بالفاتيكان ، تقدم المشورة والفتاوى الفقهية للحاكم المسلم ، ليختار أصلحها في نظره . كما تبنى بعضهم مشروع المرجعية الرشيدة أخيراً ، ولم ينجح في تطبيقها ، وقد ناقشنا هذا الموضوع في كتاب : ( نظرات في المرجعية ) 4 - الاتجاه العصري العلماني : وهو اتجاه يتبناه مثقفون من أنواع متعددة ، ففيهم علماء دين ومتدينون ، وفيهم غير متدينين ، وملحدون . ذلك أن مصطلح العلمانية في بلادنا كان وما زال عاماً عائماً ، يشمل الملحدين واليساريين والقوميين ، وبعض المتدين