خلقت من نور عظمة الله تعالى ! ! فعن جابر بن يزيد الجعفي رحمه الله أنه سأل الإمام الصادق عليه السلام : لم سميت فاطمة الزهراء ، زهراء ؟ فقال : لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته ، فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها ، وغشيت أبصار الملائكة ، وخرت الملائكة لله ساجدين وقالوا : إلهنا وسيدنا ، ما هذا النور ؟ فأوحى الله إليهم : هذا نور من نوري ، أسكنته في سمائي ، خلقته من عظمتي ، أُخرجه من صلب نبي من أنبيائي ، أُفضله على جميع الأنبياء ، وأُخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري ، يهدون إلى حقي ، وأَجْعَلُهُم خلفائي في أرضي ، بعد انقضاء وحيي ) . ( الإمامة والتبصرة ص 133 ) إن إضافة النور إلى الله تعالى يعطيه خصوصية عالية ، فالله تعالى نور السماوات والأرض ، والنور الذي خلقه ونسبه اليه ، يصعب على العقول فهمه : اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِئُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شئ عَلِيمٌ ( سورة النور : 35 ) ونور العظمة أعلى من نور العلو ، لأن وصف العظيم في آية الكرسي ورد بعد وصف العلي : وَلا يُحِيطُونَ بِشَئٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ( سورة البقرة : 255 ) وعندما يكون البدن من أعلى ما في الجنة ، والروح من نور العظمة ، فأي بشر سيكون صاحبه ؟ ! من أين أتى ، والى أين ، وماذا سيكون في المحشر ، وأين سيكون في الجنة ؟ ! وقد روى الإمام الصادق عليه السلام عن جده المصطفى صلى الله عليه وآله كيف خلق الله تعالى روح فاطمة من نور عظمته قبل خلق آدم عليه السلام ، فقال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خلق