إسلامية ضد الشيوعيين وأفكارهم وتصرفاتهم ، ثم رأيت كيف بدأت الحوزة تفكر في انتهاج طرق جديدة في التوعية الإسلامية ، لمواجهة الأخطار الشرسة على الدين والمتدينين . فقد تصدت الحوزة للموجة الشيوعية بكل فئاتها ، التقليديون والمثقفون أو الواعون كما كنا نسميهم ، لكن الذين واصلوا العمل الحركي مثقفون يكثر فيهم الاتجاه التركيبي في فهم الأئمة عليهم السلام ، وقد أثروا على بعض الحوزويين ، وكنت أتأثر بهم في بعض المفاهيم ، وأناقشهم في بعضها . وقد تبنينا باعتبارنا اتجاهاً واعياً في الحوزة رؤية لشخصياتهم وسيرتهم عليهم السلام ، وقبلتها يومذاك على تأمل في بعضها ، لكنها لم تُقنع أعماقي ، فكنت في داخلي أبحث عن رؤية أكثر إقناعاً . كانت رحلتي في البحث عن الفهم الصحيح للنبي والمعصومين عليهم السلام من أصعب الرحلات الفكرية ! لأني قطعت مسافتها وأنا في وسط يتبنى الاتجاه التركيبي ويعمل به ! وقد أنعم الله تعالى عليَّ بحب القراءة ، فقرأت الكافي بمجلداته الثمانية ، والبحار بمجلداته المئة ، وكتب الصدوق كلها ، وعشرات الدورات في التفسير والحديث والتاريخ والكلام ، من مصادر الشيعة والسنة ، مضافاً إلى الكتب الجديدة ، التي قرأت أكثرها ، أو تصفحته ! كنت يوماً أقرأ في روضة الكافي حديثاً عن الإمام محمد الباقر عليه السلام يفسر قوله تعالى : أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شئ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ . ( سورة الأنبياء : 30 ) يقول فيه الإمام الباقر عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى لما أهبط آدم إلى الأرض كانت السماوات رتقاً لا تمطر شيئاً ،