وقال أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين ص 396 : ( واستعمل - أي المتوكل - على المدينة ومكة عمر بن الفرج الرخجي ، فمنع آل أبي طالب من التعرض لمسألة الناس ، ومنع الناس من البر بهم ، وكان لا يبلغه أن أحداً أبر أحداً منهم بشئ وإن قل إلا أنهكه عقوبة وأثقله غرماً ، حتى كان القميص يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه واحدة بعد واحدة ، ثم يرقعنه ويجلسن على مغازلهن عواري حواسر ، إلى أن قتل المتوكل ) ! ! . انتهى . إن مذهب التشيع الذي وصل الينا إنما هو بقية السيف ، وحصيلة جهود عظيمة تواصلت عبر قرون ، من أولئك الصامدين الأبرار ، وثمرة تحملاتهم لأنواع أذى الطغاة واضطهادهم . . ويوم يحاسب الله الظالمين على ظلمهم ، لابد أن يحاسبنا على تقصيرنا بحق هذا التراث النبوي إن لم يدركنا برحمته . إن هذه العقيدة مذكرات دم الحسين بن علي عليه السلام وثمرة قهر زينب وأسرها ، وميراث قطع يدي أبي الفضل العباس . . فعلينا أن نعرف قيمة هذه العقيدة العظيمة ، وندرك حجم مسؤوليتنا تجاهها . عندما تخرجون من بيوتكم في سفركم لتبليغ الإسلام ، فلتكن همتكم أن تحفظوا عقائد هذا المذهب الحق بحبات قلوبكم ، وإن رأيتم قلباً موالياً بذروا فيه شكاً ، أن تزيلوا شكه ، وإن رأيتموهم ألقوا شبهة ، أن تدفعوها . . عندئذ سيكون أجركم ما فوق الدراهم والدنانير ! سيكون ما قال عنه أمير المؤمنين عليه السلام : من قوَّى مسكيناً في دينه ضعيفاً في معرفته ، على ناصب مخالف فأفحمه ، لقنه الله تعالى يوم يدلى في قبره أن يقول : الله ربي ، ومحمد نبيي ، وعلي وليي ، والكعبة قبلتي ، والقرآن بهجتي وعدتي ، والمؤمنون إخواني ، فيقول الله : أدليت بالحجة فوجبت لك أعالي درجات الجنة ، فعند ذلك يتحول عليه قبره أنزه رياض الجنة . ( الإحتجاج : 1 / 10 )