على من خالفك ، وحال بينك وبين مواهب الله لك . فلعن الله مستحلي الحرمة منك وذائد الحق عنك ، وأشهد أنهم الأخسرون ، الذين تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ( سورة المؤمنون : 104 ) وأشهد أنك ما أقدمت ، ولا أحجمت ، ولا نطقت ، ولا أمسكت إلا بأمر من الله ورسوله ، قلت : والذي نفسي بيده لنظر إلي رسول الله صلى الله عليه وآله أضرب قدامه بسيفي فقال : يا علي أنت عندي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وأعلمك أن موتك وحياتك معي وعلى سنتي ، فوالله ما كذبت ولا كذبت ، ولا ضللت ولا ضل بي ، ولا نسيت ما عهد إلي ربي ، وإني لعلى بينة من ربي ، بينها لنبيه ، وبينها النبي لي ، وإني لعلى الطريق الواضح ، ألفظه لفظاً . صدقت والله وقلت الحق ، فلعن الله من ساواك بمن ناواك ، والله جل ذكره يقول : قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ ( سورة الزمر : 9 ) ولعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك . وأنت ولي الله وأخو رسوله ، والذاب عن دينه ، والذي نطق القرآن بتفضيله ، قال الله تعالى : وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً . دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً . ( سورة النساء : 68 - 69 ) وقال الله تعالى : أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ . يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ( سورة التوبة : 19 - 21 ) أشهد أنك المخصوص بمدحة الله ، المخلص لطاعة الله ، لم تبغ بالهدى بدلاً ولم تشرك بعبادة ربك أحداً ، وان الله تعالى استجاب لنبيه صلى الله عليه وآله فيك دعوته . ثم أمره باظهار ما أولاك لأمته ، اعلاء لشأنك ، واعلانا لبرهانك ، ودحضا للأباطيل ، وقطعا للمعاذير ، فلما أشفق من فتنة الفاسقين ، واتقى فيك المنافقين ، أوحى الله رب العالمين : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ( سورة المائدة : 67 ) فوضع على نفسه أوزار المسير ، ونهض في رمضاء