وبعد علي وفاطمة في الحسن والحسين والأئمة المعصومين عليهم السلام ! وهذا معنى قوله صلى الله عليه وآله : علي شمس وقمر وكوكب . أما الكوكب فلأن في علي صبر أيوب ، وأيوب كوكب . وأما القمر ، فلأن فيه شبه موسى وعيسى وإبراهيم ، ولهم رتبه القمر . لكن علياً مع ذلك شمسٌ أيضاً ، لأنه مني وأنا هو ، ففي علي خصائص هذه الثلاثة ، الشمس والقمر والكوكب الدري ! هذا المظلوم الذي لم تعرف الدنيا مظلوماً مثله . . هل يصح أن يجعل طرفاً يقارن به شخصٌ تنازع أبوته أربعة رجال ، ولم يعرف هل أبوه منهم أو من غيرهم ؟ ! وهل يصح أن يجلس مثله تحت منبر شخص يقول : كل الناس أفقه مني حتى ربات الحجال ؟ ! وهل رأيتم مظلوماً أعظم ظلامة من علي عليه السلام الذي تسلم من رسول الله صلى الله عليه وآله أمانته وابنته الصديقة الطاهرة ، ثم سلمها اليه جنازة تجرعت مرارات الظلم والاضطهاد حتى ذاب جسدها وصارت كالخيال ، وصلى على جنازتها الطاهرة ودفنها نصف الليل ، ولم يحضر جنازتها إلا بضعة نفر ، ثم قال : الآن انهدَّ ركناي ! ! إن مسؤولية كل واحد منكم أن يعمل بكل ما يستطيع ، بقلمه وبيانه ، لكشف هذه الظلامة الكبرى ، ورفع غيومها عن وجه شمس العالم . والسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً . * *