قوس الصعود ، شئ هو أشرف مصاديقها يقع في قمة هرم تلك السلسلة . كما يوجد في دائرة كلمة ( أنا ) في قوس النزول الذي يبدأ به تنزل الفيض ، نقطة هي أيضاً أشرف من في الوجود ، وهذه النقطة مع النقطة الأعلى في دائرة ( نحن ) هما أشرف ما في الوجود ! أقول هذا الكلام لكي يتأمل أصحاب الفكر غير المتعصبين من كل الفرق الإسلامية فيما سأقوله ، ويتفكروا بأنفسهم ، ثم يصدروا حكمهم ، لأن ما أقوله مقدمات لا تخرج كلمة منها عن قطعي الكتاب والسنة ! إن تلك النقطة التي هي أشرف الموجودات في دائرة ( نحن ) هي القرآن . ففي القرآن تجلى الله إلى خلقه ، فهو مظهر اسمه الأعظم الجامع لأسمائه الحسنى وأمثاله العليا . أما النقطة التي أشرف ما في قوس ( أنا ) حيث يبدأ الفيض ، فهي الذي جاء بالقرآن صلى الله عليه وآله . هذه هي المقدمة . روى الحاكم في المستدرك وصححه : 3 / 124 : ( عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : كنت مع علي رضي الله عنه يوم الجمل ، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس ! فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر ، فقاتلت مع أمير المؤمنين ، فلما فرغ ذهبت إلى المدينة فأتيت أم سلمة فقلت : إني والله ما جئت أسأل طعاماً ولا شراباً ولكني مولى لأبي ذر . فقالت مرحباً ، فقصصت عليها قصتي فقالت : أين كنت حين طارت القلوب مطائرها ؟ قلت : إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس ! قالت : أحسنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض ) . روى هذا الحديث الحاكم وصححه على شرط مسلم . أما الذهبي كبير