المسألة التاسعة من ظواهر الاتجاه الإلتقاطي وصفات أصحابه من الظواهر البارزة في أصحاب هذا الاتجاه ، ضعف اطلاعهم على مصادر التشيع ، خاصة في الكلام والحديث والتفسير ، مع أن بعضهم كثير القراءة لأنواع الكتب ، لكنه معرضٌ عن دراسة مصادرنا وقراءتها ، ومشغوفٌ بأجواء ثقافية مشبعة بالمفاهيم الغربية والسنية ! وبعضهم مشكلته شخصية ، فهو من صغره لم تتركز عقيدته ولم يستوعبها من أسرته ومحيطه ، وعاش التزلزل في عقيدته بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام ! وعندما كَبُر لم يبْنِ عقيدته ، ولم يتفهم الإسلام والمذهب من مصادره وعلمائه ، بل اختار تركيبية متنافرة ، أو التقاطية متضادة ! ومن الواضح أن درجة استيعاب أي دين أو مذهب ، تتبع المستوى العلمي للشخص ، ومستوى تدينه ومعايشته الفكرية والروحية لعقائده وقادته . وبعضهم كأنَّ عمله أن يرصد فضائل أهل البيت الطاهرين عليهم السلام المجمع عليها عند الطائفة ، حتى ما رواه السنيون بأحاديث صحيحة ، فينشر التشكيك فيها ! تراه لا تكاد تسلم منه آية في حقهم عليهم السلام حتى مثل آية المودة في القربى ، وآية التطهير ، وآية البلاغ ، وآية المباهلة ، إلا وضعَّف مقامهم الرباني فيها ، أو أدخل معهم غيرهم ، أو شكك في دلالتها ، أو في الروايات المفسرة لها ! ثم تراه يرصد الأحاديث النبوية في حقهم عليهم السلام حتى حديث الغدير ، وحديث الثقلين ، وحديث الكساء ، فيشكك في دلالتها ، أو في سندها ، أو يخدش فيها !