وقال بعضهم : يسمى هلالا حتى يبهر ضوؤه سواد الليل ، ثم يقال قمرا ، وهذا يكون في الليلة السابعة [1] . إنتهى كلامه زيد إكرامه . ولا يخفى أن قوله - وهذا يكون إلى آخره - يخالف بظاهره [2] قول صاحب القاموس " أو إلى سبع " ، ووجه التوفيق بينهما غير خفي [3] . قالوا : وإنما يسمى بعد الهلال قمرا لبياضه ، فإن الأقمر هو الأبيض [4] . وقيل : لأنه يقمر الكواكب ، أي يغلبها بزيادة النور . ويسمى في الليلة الرابعة عشرة بدرا ، قال في الصحاح : سمي بذلك لمبادرته الشمس في الطلوع كأنه يعجلها المغيب [5] . وقال بعضهم : سمي بدرا لكماله ، تشبيها له بالبدرة الكاملة وهي عشرة آلاف درهم [6] .
[1] مجمع البيان 1 : 283 . وفي هامش الأصل : الإشارة إلى بهر ضوئه سواد الليل " منه " قدس سره . [2] إذ الظاهر خروج ما بعد ( حتى ) عما قبلها ، ويؤيده أن بهر ضوئه سواد الليل يمتد ليالي كثيرة ليس هو فيها هلالا البتة " منه " . هامش الأصل . [3] بجعل ما بعد ( حتى ) داخلا فيما قبلها ، وإرادة البهر في الليلة الأولى منه فقط ، أعني السابعة " منه " . قدس سره ، هامش المخطوطة . [4] أنظر : الصحاح 2 : 798 - 799 ، القاموس المحيط : 598 ، مادة ( قمر ) فيهما . [5] الصحاح 2 : 586 ، مادة ( بدر ) . [6] أنظر : تاج العروس 3 : 34 - 35 .