responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحديقة الهلالية نویسنده : الشيخ البهائي العاملي    جلد : 1  صفحه : 31


ولكن الذي يظهر جليا لمن يسبر أحوال الشيخ قدس سره يرى وبوضوح أنه لم يكن يرى لتلك المناصب الدنيوية قيمة ، بل كان يجعلها وراء ظهره ، وهذا واضح لحبه للوحدة والعزلة وللسير على طريقة أهل السلوك والعرفان والسياحة مختارا للفقر الذي كان به يفخر فخر الكائنات صلى الله عليه وآله ومرجحا له على تمام المناصب والرتب .
هذا وبعد أن ولي في حاضرة العلم وعاصمة الحكومة مشيخة الإسلام ; بعد والد زوجته الشيخ علي المنشار حيث كان فيها شيخ الإسلام أيام الشاه طهماسب الصفوي ; " رغب في الفقر والسياحة ، واستهب من مهاب التوفيق رياحه ، فترك تلك المناصب ، ومال لما هو لحاله مناسب " [1] .
وقد بدأ سياحته بحج بيت الله الحرام ، ومن ثم زيارة المدينة المنورة على من حل فيها آلاف الثناء ، ومن ثم شهر عصا الترحال وساح في أرض الله الواسعة ردحا من عمره [2] ، كان خلالها متخفيا مستترا كما يظهر من الحوادث والمجريات ، مع أن شهرته كانت مطبقة في الآفاق .
فقد زار خلالها كلا من الأعتاب المقدسة في العراق ، والإمام الرضا عليه السلام في خراسان ، ومن ثم قصد هرات وعاد منها إلى مشهد الإمام الرضا ، ومنها آذربايجان وزار خلالها مصر ، والقدس الشريف ، ودمشق الشام ، وحلب ، وغيرها من البلاد .
توقف في كل بلد مدة ، صاحب جمعا كثيرا من أهل الكمال والمعرفة والفضل مما لم يكن ميسورا لكل أحد ، وكان خلالها مورد احترام الآخرين ، واستفاد وأفاد كثيرا .
هذا ، وقد وقعت له مباحثات علمية ومذهبية كثيرة مع علماء المذاهب الأخرى أذعن فيها الجميع له .



[1] السلافة : 290 .
[2] يذهب السيد المدني إلى أنها طالت مدة ثلاثين سنة ، وقد استبعدها العلامة المحقق الحجة السيد الخرسان ، أنظر مقدمة الكشكول : 65 .

31

نام کتاب : الحديقة الهلالية نویسنده : الشيخ البهائي العاملي    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست