فلما لبى غشي عليه ، وسقط عن راحلته ، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه " [1] . وموسى بن طريف يحكي : " استطال رجل على علي بن الحسين ، فأغضى عنه ، فقال له : إياك أعني . فقال : ( وعنك أغضي ) " [2] . وهذا هشام بن عروة ينقل : " كان علي بن الحسين يخرج على راحلته إلى مكة ، ويرجع ، لا يقرعها " [3] . وأما عبادته : فيحكي الحنبلي ما لفظه : سمي زين العابدين لفرط عبادته [4] . ويصف مالك عبادته بقوله : " بلغني أنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات ، وكان يسمى زين العابدين " [5] . وهذا عبد الله بن أبي سليمان يقول : " كان علي بن الحسين إذا مشى لا تجاوز يده فخذه ، ولا يخط بيده ، قال : وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة ، فقيل له : مالك ؟ فقال : ( ما تدرون بين يدي من أقوم ، ومن أناجي ! ! ) " [6] . وروى ابن العماد الحنبلي عن الإمام السجاد هذه الرواية ، التي تدل على عظمة عبادته ورفعتها وهي : ( إن لله عبادا عبدوه رهبة ، فتلك عبادة العبيد ; وآخرين عبدوه رغبة ، فتلك عبادة التجار ; وآخرين عبدوه شكرا ، فتلك عبادة الأحرار ) [7] . هذا أبو نعيم صاحب الحلية يصف الإمام بقوله : " . . . زين العابدين ،