أو غير صناعية تثبت بسنة إما مكتوبة كوجوب الصلاة أي التي أوجبها الشارع أو بسنة غير مكتوبة كوجوب الإنصاف والإحسان ويسمى الشرائع الغير المكتوبة .
وكثيرا ما تتفقان وقد تختلفان كجواز النكاح على المرأة الصالحة فإنه جائز حسن في الشرائع المكتوبة وغير حسن في الشرائع الغير المكتوبة وكذا أخذ الدية من العاقلة حسن في الشرائع المكتوبة وغير حسن في الشرائع الغير المكتوبة .
أو يثبت بشهادة من أقاويل الثقات أو بعهد أو يمين من قلب ذي وجد بأنه وشهقة وصيحة مع بكاء أو ضحك بحسب ما يقتضيه القول أو بتعذيب أو بما يجري مجرى ذلك مبادئ الحجج الخطابية قال ومبادئ الحجج الخطابية أصناف ثلاثة أولها المشهورات الظاهرة التي تحمد في بادئ الرأي مغافصة كقول القائل انصر أخاك وإن كان ظالما وربما خالفت الحقيقة فإنها تقتضي أن لا تنصر الظالم وإن كان أخا والحقيقة تحمد بحسب الظاهر في الأغلب ولا ينعكس ومنها ما يحمده قوم أو شخص وينتفع به في مخاطباتهم .
وثانيها المقبولات ممن يوثق بصدقه كنبي أو إمام أو يظن صادقا كحكيم أو شاعر .
وثالثها المظنونات كما يقال زيد متكلم مع الأعداء جهارا فهو متهم وربما يكون مقابله مظنونا باعتبار آخر كما يقال ذلك بعينه في نفي التهمة عنه أقول قال صاحب هذا الفن إن جميع أنحاء الأمور المقنعة يصلح أن يستعمل في الخطابة إذ الغرض فيها ليس تحقيق البيان بل الإقناع بما يوصل إليه كيف كان .
إذا عرفت هذا فمبادئ الخطابة أصناف ثلاثة أولها المشهورات الظاهرة وهي المحمودة في بادئ الرأي مغافصة وقد يمنع مع التفطن بها والفكرة فيها كقول القائل انصر أخاك ظالما أو مظلوما فإنه محمود في بادئ الرأي مقبول أول وروده وهي ممنوعة عند التفطن والتفكر فإن الظالم لا ينصر وإن كان أخا .

280