وحتى في وصيته التي أوصى بها وهو مخضب بالدماء ، في ما رواه جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن آبائه ، قال : لما ضرب أمير المؤمنين علي عليه السلام الضربة التي توفي منها ، استند إلى أسطوانة المسجد والدماء تسيل على شيبته ، وضج الناس في المسجد ، كهيئة يوم قبض فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فابتدأ خطيبا ، فقال بعد الثناء على الله تعالى : . . . أما وصيتي : فالله عز وجل فلا تشركوا به شيئا ، ومحمد صلى الله عليه وآله فلا تضيعوا سنته ، أقيموا هذين العمودين وأوقدوا هذين المصباحين . . . [1] . وهكذا ظل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ينافح عن السنة قولا وعملا حتى قضى نحبه ، وخلف أثرا في مجالي القول والعمل في تأييد السنة ودعمها وقد جمعنا المنقول عنه عليه السلام في مجال دعم الحديث الشريف في كتابنا الكبير " تدوين السنة الشريفة " فليراجع . ومن كلام للإمام الحسن السبط عليه السلام : قال عليه السلام لمعاوية : إنما الخليفة من سار بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ليس الخليفة من سار بالجور وعطل السنة واتخذ الدنيا أبا وأما [2] . وقال عليه السلام : إن الناس قد اجتمعوا على أمور كثيرة ليس بينهم اختلاف فيها ولا تنازع ولا فرقة : على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وعبده . . . واختلفوا في سنن اقتتلوا فيها وصاروا يلعن بعضهم بعضا ، وهي الولاية ، ويبرأ بعضهم من بعض ، ويقتل بعضهم بعضا ، أيهم أحق وأولى بها ، إلا فرقة تتبع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن أخذ بما عليه أهل القبلة الذي ليس فيه اختلاف ، ورد علم ما اختلفوا فيه إلى الله سلم ونجا به من النار ودخل الجنة ، ومن وفقه الله ومن عليه واحتج عليه بأن نور قلبه بمعرفة ولاة الأمر من أئمتهم ومعدن العلم أين هو ؟ فهو
[1] الحدائق الوردية للمحلي ( ص 57 ) ورواه الرضي في نهج البلاغة ( ص 207 ) قسم الخطب رقم ( 149 ) . [2] بلاغة الإمام الحسن عليه السام للصافي ( ص 49 - 50 ) رقم ( 38 ) الباب الأول .