يتسمى بالصحابة ، ولا يفلت منهم حديث واحد أو أكثر ، ولو لعدم صحة الطريق إلى ذلك الصحابي أو غيره ؟ ثم إذا كان الشيعة إنما يأخذون السنة من أهل البيت عليهم السلام لأنهم أوثق من عرفها وأعلم من رواها ؟ فاكتفوا بذلك عن الحاجة إلى غيرهم ؟ فلم يرووها ، فهل يدل ذلك على إنكار السنة عند غيرهم ؟ إذا كان الحكم كذلك ، فالعامة الذين التزموا بروايات الصحابة ، وتركوا روايات أهل البيت عليهم السلام وأعرضوا عن السنة المنقولة بطرقهم ، لا بد أن يعدوا منكرين للسنة ؟ فكل ملتزم بحديث تارك لما يخالفه وينافيه ، فهل يكون منكرا للسنة ؟ أفهل يلتزم فضيلة الدكتور بهذا في حق فرقته غير المكفرة لأحد ، أو المكفرة من أحد ! [1] ثم إن الشيعة إنما عمدوا إلى أهل البيت عليهم السلام لأخذ السنة منهم : استرشادا بهدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإرشاده في حديث الثقلين إلى عترته ، وأمره بالأخذ منهم ، لأنهم الأعلم . أفهذا يسمى إنكارا للسنة ؟ أم هو عمل بها واتباع لها ؟ أم إن ترك هذا الاتباع ، وإهمال حديث الثقلين وأخذ السنة من غير أهل البيت عليهم السلام أولى ؟ ولقد أعاد الدكتور عبد الغني عبد الخالق في حجية السنة تلك المزعومة ، بشكل آخر ، فقال : وبعض الشيعة : كانوا يثقون بالحديث متى جاءت روايته من طريق أئمتهم ، أو ممن هو على نحلتهم ، ويدعون ما وراء ذلك ، لأن من لم يوال عليا ليس أهلا لتلك الثقة [2] .
[1] المعروف عن السلفية الوهابية أنهم يطلقون على جميع المسلمين اسم الشرك والكفر لمجرد قيامهم بزيارة القبور ، وبالخصوص قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة مع أن هذا القبر - بالخصوص - مهوى أفئدة الصادقين في إيمانهم بالله ورسوله من المسلمين كافة وبلا استثناء . [2] حجية السنة ( ص 247 ) عن تاريخ التشريع الإسلامي .