من نصوص الحديث ، والمثبت في ( صحيح مسلم ) وهو ثاني أصح الكتب عند العامة . بينما لفظ " وسنتي " لم يرد في شئ من الصحيحين ، بل ولا الكتب الستة ، وإنما ورد " بلاغا " - أي بلا سند - في كتاب مالك بن أنس المسمى بالموطأ [1] . ومع هذا فإن كاتبا يكتب : " إن كتب السنة التي ذكرته بلفظ " سنتي " أوثق ! من الكتب التي روته بلفظ " عترتي " [2] ويقصد الموطأ لمالك ! مع أن كتاب مالك ، هو مبدأ التحريف ، في لفظ " كتاب الله ونسبتي " إلى " كتاب الله ، وسنتي " . ومنه تسرب التصحيف إلى سائر المصادر ، فلو كان قد قام بهذا عن غفلة ، فإن ما صنعه مع حديث السفينة ، لا يحتمل ذلك وهو حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " مثل أهل بيتي كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق " [3] والذي ورد في ذيل حديث أبي ذر الغفاري الذي نقلناه [4] . فقد حرفه إلى قوله : " السنة سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق " ! ! فيما رواه ابن وهب قال : كنا عند مالك فذكرت السنة ، فقاله مالك [5] . ألا يدل صنيعه هذا على أن عملية التحريف في تلك المعادلة كانت عن قصد وعلم وعمد ؟ بغرض التعتيم على دلالة " حديث الثقلين " الواضحة ؟ !
[1] الموطأ ( 2 / 899 ) رقم [3] ولاحظ تدوين السنة الشريفة ( ه ص 122 ) . [2] الإمام الصادق ، لمحمد أبي زهرة ( ص 201 ) دار الفكر العربي - مصر . ( 3 ) حديث السفينة ، من الأحاديث المشهورة ، من رواية أمير المؤمنين عليه السلام وابن عباس والزبير وأنس بن مالك وسلمة بن الأكوع ، وأكثر روايته عن أبي ذر الغفاري . وقال ابن حجر المكي : جاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا ، الصواعق ( ص 234 ) . [4] نقلناه في نصوص حديث الثقلين رقم ( 3 ) . [5] مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ( 7 / 86 ) .