نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 56
إلى حد أن « ابن تيمية » عارض في القرن الثامن الإسلامي هذه المسألة ، وبعده رفع « محمد بن عبد الوهاب النجدي » راية المعارضة . إن إحدى نقاط الاختلاف بين الوهابيين والفرق الإسلامية الأخرى ، يكمن هنا . فإنهم كبقية المسلمين قد قبلوا الشفاعة باعتبارها مبدءا إسلاميا ، ويقولون أن الشافعين سوف يشفعون مذنبوا الأمة يوم القيامة ، وللرسول الأكرم ( ص ) في هذا الحقل الحصة الأوفر . ويقولون في نفس الوقت : « لا يحق لنا أبدا أن نبتغي منهم الشفاعة في هذا العالم » . وغالوا في هذه الموضوع إلى درجة أن عفة الكلام هي حائل دون نقل أحاديثهم ، وملخص حديث هؤلاء هو أن : لرسول الإسلام ( ص ) وبقية « الأنبياء » و « الملائكة » و « الأولياء » لهم « حق الشفاعة » في يوم القيامة ، ولكن يجب ابتغاء الشفاعة من « مالك الشفاعة » و « المخوّل بها » حيث هو « اللَّه » ، وقول : « إلهي ، اجعل الرسول وسائر عبادك الصالحين شفعاء لنا في يوم القيامة » ، بيد أنه لا يحق لنا أن نقول : « يا رسول اللَّه ، نريد منك أن تشفع بحقي » ، لأن الشفاعة هي شيء لا يقدر عليها شخص غير اللَّه تعالى . لقد حرّم الوهابيون بالأدلة الخمسة ، التشفع بالشافعين الصالحين . فنحن قبل أن نبحث أدلة هؤلاء ، نتناول المسألة نفسها من وجهة نظر الكتاب والسنة والعقل بالدراسة ، ونبتهل إلى اللَّه جلّ جلاله أن يردعنا في هذه الدراسة من الأفكار اللاصحيحة .
56
نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 56