نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 30
موت الإنسان لا يعني فناءه : تصرح الآيات القرآنية بوضوح على أن الموت ليس هو نهاية الحياة ، بل هو نافذة لحياة جديدة ، وإن الإنسان باجتيازه هذا المعبر ، فإنه يخطو صوب حياة جديدة وعالم حديث تماما ، أسمى من عالم المادة والطبيعة . إنّ كلّ من يعتقد بأن الموت فناء وعدم ، وإن الإنسان يفقد كل شيء بالموت ولا يبقى منه أثر ، سوى جسد لا روح فيه ثم يتحول ذلك الجسد ، بعد فترة من الزمن ، إلى التراب والعناصر الأخرى . إن كل من يعتقد هذا الاعتقاد فهو ، في الحقيقة ، يقلَّد الفلسفة المادية ، القائمة على إنكار ما وراء المادة ، تقليدا لا شعوريا . إن أصحاب هذه النظرية لا يعتبرون الحياة إلا نتيجة مادية لسلسلة تفاعلات كيميائية وعمليات فيزياوية تحصل في المخ والأعصاب ، وعند ما يفقد الجسم حرارته وتتوقف الخلايا عن الحركة والإنتاج ، تتوقف حياة الإنسان أيضا ويتحوّل إلى جسد جامد هامد لا حراك فيه . وتذهب هذه النظرية إلى أن الروح ليس إلا انعكاسا للمادة وآثارها وخواصها ، ومع فقدان هذه الآثار والخواص تبطل الروح وتفنى تبعا للمادة . ولهذا ، فإن هؤلاء لا يعتقدون بوجود عالم آخر باسم عالم الأرواح . إن نظرية كهذه تستلهم أفكارها من « الفلسفة المادية » التي تعتبر الإنسان ماكنة مركبة من قطع وأجزاء مختلفة ، وإن تأثير هذه
30
نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 30